فكرة عن الأبرشية وامتدادها ومؤسساتها
تمتد الأبرشية جغرافياً على ثلاث محافظات في سوريا، وهي حلب، ادلب والطبقة، بالاضافة الى لواء الاسكندرون في تركيا. رغم الاتساع الجغرافي للأبرشية في سوريا، فان الرعايا بغالبيتها تتمركز في لمدن. نفسها، وقلة منها تسكن خارجها.
تعتبر حلب المدينة السورية الثانية بعد العاصمة، وتتحلى بقوة اقتصادية كبيرة، خصوصاً الصناعية والتجارية. أضف الى ذلك وجود جامعتها بعدد طلاب يناهز السبعين ألفاً، مما يكسب للمدينة طابعاً أكاديمياً وعلمياً مميزاً وإمكانية للعمل والرعاية الشبابية.
تتميّز حلب على الصعيد المسيحي بفرادة، بل قل استثناء، ألا وهو وجود رؤوساء من سائر الطوائف المسيحية من أرثوذكس وكاثوليك وأرمن وسريان وكلدان وبروتستانت وأقباط. فمجلس مطارنة حلب يعدّ أحد عشر رئيس طائفة! رغم هذه الفسيفساء الفريدة، الا أن المحبة تسود بين الجميع. فواقع الحياة يعكس المحبة بشكل عملي. من هنا كثرة الزيجات المختلطة التي تشد عملياً أواصر الوحدة بين المسيحيين بانتظار أن يتمّ ذلك رسمياً بين الكنائس.
لطالما تعتبر حلب مدرسة تخرج كهنة لخارجها. فالحياة الدينية والثقافية جعلت من المدينة معملاً ومختبراً لصنع هؤلاء الرجال. وهذا يصح بشكل كبير بالنسبة للكاثوليك مؤخراً، لكننا لا يمكننا أن ننسى رجالات حلب الأرثوذكس وآخرهم بطريرك العرب، مطران حلب سابقاً، الياس الرابع معوض.
تفتخر الأبرشية أيضاً بارث عظيم وهو المدرسة الحلبية لرسم الأيقونات، التي خرّجت رسامين ومبدعين وأيقونات مزجت الفن البيزنطي بعناصر فنية محلية فأعطت انتاجاً غزيراً، اندثر رويداً رويداً. والمطلوب الآن العمل ليس فقط على ترميم انتاجه الموجود هنا وهناك، بل احياء المدرسة نفسها.
الارث التاريخي في حلب كبير، لكن التاريخ قوّض الكنيسة الأرثوذكسية بشكل مريع، كمقص لم يبقِ للعصفور جناحاً ليطير، فحرمها العديد من الأبناء من خلال عمل الارساليات، وتهلهل الأوضاع الكنسية والكهنوتية أبّان الحكم العثماني، والذي تلاه الانتداب فاقتطع ما كان للأبرشية من أوقاف لصالح غيرها من الطوائف، بحيث بقيت في حال يرثى لها.
لذا يلاحظ المرء غياب مؤسسات كبرى في الأبرشية تعنى بالتربية والخدمة الاجتماعية والتنشئة على اختلافها. الا أن هذا الواقع مدعاة وحافز للنهوض به. فالوقت لم يفت لتعويض ما فات.
المؤسسات الموجودة حالياً في الأبرشية تتوزع بين التعليم والرعاية :
في مجال التعليم:
1- مدارس الأحد الأرثوذكسية 2- الكشاف 3- أسرة الراعي الصالح (فرق الرعايا) 4- مدرسة التنشئة 5- معهد مار الياس الثقافي 6- نشرة “رسالة الرعية”7-. مكتبة الحكمة
في مجال الرعاية : 1. جمعية نور الإحسان الخيرية2. الخدمة الاجتماعية 3. أخوية إيمان ونور 4. أخويات السيدات 5. الفعاليات.
على الصعيد الديموغرافي، عرفت حلب تطوراً ملحوظاً، على امتداد القرن العشرين. فقد شهدت المدينة نزوحاً سكانياً كبيراً من منطقة الاسكندرون واللواء وغيرها من المناطق التركية الحدودية، في النصف الأول من القرن العشرين. ثم تلتها حركة انتقال داخلية من مناطق سورية مختلفة، خصوصاً من وادي النصارى، للبحث عن العلم و العمل فيها. وقد تجلّت هذه الهجرة الداخلية من الريف إلى المدينة بشكل ملحوظ في الربع الأخير من القرن العشرين. وعلى هذا الأساس، فان رعايانا تتشكل من ثلاث منابع مختلفة فهناك الحلبيون المقيمون فيها منذ البدء والحلبيون المهاجرون إليها والمقيمون فيها لاحقاً من أنطاكية و الوادي.